نصائح ذهبية لاجتماعات عمل ناجحة
هل حدث لك من قبل أن شاركت في أحد الاجتماعات، ومرت الساعات ووجدت نفسك تتساءل: ماذا أفعل هنا؟ أو أنك حضرت اجتماعًا شعرت أنه ما من هدف محدد ولا مغزى أو فائدة من حضوره؟ هل اشتركت يومًا ما في اجتماع عمل لم ينتهي إلى نتيجة فعالة ومؤثرة؟ إن كانت إجابتك على الأسئلة السابقة بنعم، فاعلم أن المشكلة ليست في الاجتماعات، وإنما في كيفية إدارتها وسبل الاستفادة منها.
أرقام وإحصائيات:
في دول يقضي المسئول في الاجتماعات ما يوازي 69% من وقت عمله في الاجتماعات، بل ويعقد في الولايات المتحدة وحدها ما بين 12 إلى 15 مليون اجتماع في كل يوم عمل.
وحتى الآن ليس هناك ثمة مشكلة في إنفاق الوقت والجهد في اجتماعات العمل، ولكن المشكلة الحقيقة تكمن في فاعلية تلك الساعات، ففي دراسة عام 1988م، وجدت أن 52% فقط من كل هذه الاجتماعات فعال ومثمر، بينما 22% منها كان الممكن الاستعاضة عنه بمذكرة أو حوار هاتفي.
إذن، لماذا الاجتماعات؟
وقد يتساءل البعض، وإن كانت الاجتماعات مضيعة للوقت، قليلة الفائدة كما اتضح لنا من الإحصائيات السابقة، فلماذا التشبث بها؟ ولمَ لا نقوم بإلغائها تمامًا؟ ونستثمر تلك الأوقات في العمل والإنتاج وتطوير الأداء.
وهنا نجيب على هؤلاء بأن تلك الاجتماعات لها أهمية قصوى، ولكن بشرط أن نقوم بإداراتها بشكل جيد وفعال، وحينها سيكون لنا من الثمرات والفوائد الكثير، فنتجنب تلك المشكلات والعقبات، ونجني تلك الثمرات وهذه الفوائد، والتي من أهمها ما يلي:
1. وسيلة جيدة لمتابعة الأعمال والمهام ومراقبتها بشكل دوري؛ مما يتيح الفرصة لتصحيح الأخطاء، وتعديل المسار في حالة الحاجة إلى ذلك.
2. فرصة سانحة للتفكير بشكل جماعي، والقيام بعملية عصف ذهني، يعرض فيها كل من المجتمعين آراءه ومقترحاته؛ مما يفضي إلى رأي ناضج، وفكر سديد، وموقف صحيح.
3. إشراك المجتمعين في اتخاذ القرارات، ومن ثم يصنع ذلك نوعًا من الانتماء للمؤسسة، كما يشعر كل فرد فيها بمشاركته الفعالة في نجاح مؤسسته، ويرفع ذلك من حماسته في تطبيق ما اتفق عليه من قرارات.
4. وسيلة لتدريب بعض الأفراد على تنمية مهاراتهم السلوكية والمهنية، خاصة إن كان المشتركون ذوي خبرة ودراية، فينقلونها إلى غيرهم.
5. طريقة جيدة لاكتشاف المواهب والقدرات والإمكانات البشرية المتاحة للمؤسسة؛ مما يرفع من كفاءة الكادر الإداري والبشري، وينعكس ذلك بالضرورة على إنتاج المؤسسة ونموها.
6. وسيلة هامة لتوحيد الأفكار والتوجهات، وتنسيق المهام والمسئوليات؛ فتنطلق المؤسسة إلى هدفها الواحد، برؤية مشتركة.
7. طريقة للاتصال المباشر يتم من خلالها نقل المعلومات والآراء من المستويات الإدارية العليا إلى الوسطى والدنيا، وبالعكس.
ولكن ليس كل اجتماعات العمل تتحقق فيها تلك الفوائد، ولكن لابد أن يكون اجتماعًا فعالًا ومثمرًا، وذلك من خلال إدارته بشكل جيد، فإن مفهوم إدارة الاجتماعات يعني كما يقول الدكتور علي الحمادي في كتابه "فن إدارة الاجتماعات": (القدرة على الاستفادة من الإمكانات البشرية المتاحة، والإمكانات المادية المتوفرة؛ لتوجيه الاجتماع وقيادة المشاركين فيه بأقصى كفاءة وأقل تكلفة وأقصر وقت؛ لتحقيق الأهداف المرسومة له).
ومما سبق تتضح أركان إدارة الاجتماعات الفعالة، وهي كما يلي: القائد، الأفراد، الإمكانات البشرية والمادية، الكفاءة، التكلفة المادية، الوقت، الأهداف.
لماذا تفشل الاجتماعات؟
إذًا فإن لاجتماعات العمل ثمارًا عديدة، وفوائد جمة، ولكن كثيرًا ما تفشل تلك الاجتماعات، وتكون قليلة الغناء، ولابد لذلك من أسباب، ومن أهمها ما يلي:
1. الإعداد غير الجيد:
وذلك سبب من أسباب الفشل في الحياة عامة، وكذلك في اجتماعات العمل، فعندما لا يعد لها جيدًا، فسيقول كل مشترك ما يخطر على باله من الآراء دون سابق تفكير، مما يؤدي إلى منازعات بين أفراد الاجتماع، يضيع معها الوقت ويستنفذ الجهد، ويفقد الاجتماع مراده.
نقاط عملية:
أ. لا تذهب إلى الاجتماع وأنت غير مستعد له، فمن الأفضل أن تلغي الاجتماع أو تؤجله عن أن تذهب وأنت غير مستعد.
ب. قم بكتابة ملخص عن الموضوعات التي ستتحدث عنها في الاجتماع، وابعث به إلى كل عضو فيه قبل موعد الاجتماع بوقت كافٍ.
2. افتقاد الهدف أو الغاية:
فإن حضور اجتماع ليس له هدف واضح، ومحدد مسبقًا، بمثابة من يلقي بثروة عظيمة من المال في مياه البحر، فيصبح حضور الاجتماعات أمرًا روتينًا غير محبب للمجتمعين، كما أن كل مشارك يجنح إلى الفردية وحب الظهور، مما يدفعه إلى الاعتداد برأيه دون قبول آراء الآخرين وانتقاداتهم.
نقاط عملية:
أ. قبل أن تذهب للاجتماع قم بتحديد الهدف منه، وتأكد من إلمامك بكل جوانبه قبل بدء الاجتماع.
ب. ذكر بالهدف من الاجتماع في أوله، وقم بتوضيحه في ذهن المجتمعين مرة أخرى.
ت. كلما جنح البعض لأحاديث ونقاشات لا علاقة لها بالهدف، قم بذكر الهدف مرة أخرى؛ لكي تعود بالنقاش إلى مساره الصحيح.
3. طول فترة الاجتماع:
وقد يكون ذلك بسبب زيادة عدد الحاضرين عن الحد المناسب، أو قد يكون بسبب عدم وضوح الهدف، أو الإعداد غير السليم للاجتماعات، ومن ثم يتطرق الحاضرون إلى أمور غير هامة، فتأخذ من الوقت والجهد الكثير، خاصة إن طلب مدير الاجتماع آراء جميع الحاضرين في مسألة ما.
نقاط عملية:
أ. لا تَدْعُ عددًا كبيرًا لحضور الاجتماع، واقتصر على المستفيدين من حضور الاجتماع بشكل مباشر.
ب. إن كان الاجتماع سيتخد قرارًا يستفيد منه أقسام متعددة من مؤسستك، فاقتصر على الاجتماع مع مدراء الأقسام وأقرب معاونيهم.
4. ضعف أو غياب المتابعة:
فقد يكون الهدف من الاجتماع واضحًا، وجدول الأعمال معدًا بشكل جيد، وعدد الحضور مناسب، فيخرج الاجتماع بجملة من التوصيات والقرارات الفعالة، ولكن ليس هناك آلية لمتابعتها، فبدون المتابعة لن تعدو هذه القرارات وتلك التوصيات أن تكون حبرًا على ورق.
نقاط عملية:
أ. قم بمتابعة ما خرج به الاجتماع من توصيات وقرارات، واجعل تلك المتابعة بندًا ثابتًا في جدول أعمالك اليومي.
ب. في بداية الاجتماع التالي، قم بمكافأة كل من قام بتنفيذ تلك التوصيات، ويفضل أن تسند إليه دور في الاجتماع، كأن تختصه مثلًا بسؤاله عن رأيه في مسألة ما.