مئات التلاميذ نظموا تظاهرة غاضبة رافضين إعادة الامتحان
تسريب أسئلة الامتحان التجريبي لـ"البيام" يهز قطاع التربية بتيسمسيلت
نفجر، صبيحة أمس، الوضع بمديرية التربية لولاية تيسمسيلت، في أعقاب الكشف عن فضيحة تسريب اسئلة الامتحان التجريبي الخاص بشهادة التعليم المتوسط، وانتشارها خارج حدود الحقل التربوي بفعل نزول مئات التلاميذ من المقبلين على شهادة التعليم المتوسط المتمدرسين بعدد من متوسطات عاصمة الولاية، وتجمهرهم أمام المقر القديم لمديرية التربية، الذي يضم مكاتب مسؤولين بالقطاع.
التلاميذ عبّروا عن رفضهم المطلق لقرار مديرية التربية الرامي إلى إعادة إجراء هذا الامتحان الذي يعتبر بمثابة اختبار الفصل الثالث انطلاقا من حصول مديرية التربية، على معلومات مدعمة ببعض الأدلة، أكّدت حصول شريحة واسعة من التلاميذ على نماذج من الأسئلة التي كانت مقترحة في مواد الامتحان.
واعتبر بعض التلاميذ "الناقمين" على القرار ممن التقتهم وحاورتهم "الشروق" بموقع الاحتجاج، أن قرار المديرية، جاء متأخرا، إن لم نقل أنه جاء في الوقت بدل الضائع، طالما أنهم امتحنوا في 07 مواد كاملة لتصدر المديرية قرارها، في اليوم الأخير فقط من الامتحان، أي عشية إجراء امتحان مادتي العلوم والفرنسية، مع أن الأسئلة يكون قد تم تسريبها قبل انطلاق الامتحان بيوم واحد.
علما أن عملية التسريب مست بعضا من المتوسطات المتواجدة بعاصمة الولاية فقط، ما جعل ممتحنين آخرين ممن لم تصلهم نماذج الأسئلة وهم من تلاميذ المتوسط في باقي دوائر وبلديات الولاية، أنهم لا ذنب لهم في هذه الفضيحة، مبدين رفضهم للقرار الذي وفي حالة سريان مفعوله سيساهم بشكل مباشر في خلخلة تحضيراتهم النفسية منها والعلمية لشهادة "البيام" المقررة في التاسع من شهر جوان المقبل، من جهتهم عبّر العديد من أولياء التلاميذ عن غضبهم واستيائهم لخطوة المديرية هذه واعتبروها أنها مجحفة في حق الممتحنين الذين أجابوا عن أسئلة الامتحان وفق ما راجعوه من دروس، ما يعد في نظرهم ضربا وإنقاصا من المجهودات التي بذلها فلذات أكبادهم في سبيل الإجابة الصحيحة على الأسئلة، مضيفين بالقول، أنه كان من الأنفع والأصلح والأنجع لأصحاب القرار في المديرية، معاقبة المتسببين في نسج خيوط هذه الفضيحة وتحديد المسؤوليات فيها، وليس التلاعب بمشاعر أبنائهم وتحويلهم إلى كباش فداء وستر الفضيحة.
من جانبه، قال الأمين العام لمديرية التربية في تصريح مقتضب للشروق أن الغاء الامتحان وإعادته من جديد مردّه "اكتساب واسترداد لمصداقيته" التي حجبتها أو بدّدتها مهزلة تسريب الأسئلة التي قال بشأنها أن المديرية "سارعت إلى تشكيل لجنة تحقيق وتقص أوكلت لها مهمة تحديد هوية مهندسي التسريب وكذا معرفة "القناة" التي مرّت عبرها نماذج أوراق الأسئلة، ومن ثمة معالجة القضية بطريقة علمية وعملية"، يقول محدثنا الذي أكد للتلاميذ المحتجين بمناسبة لقائه بممثلين عنهم أنه تم الغاء الامتحان الموحد على أن تتكفل كل متوسطة باجراء اختبارات الفصل الثالث لتلاميذها.
وقد تقرّر إجراء هذه الاختبارات ابتداء من يوم السبت المقبل حسب نص القرار الحامل رقم 147، جدير بالذكر أن مديرية التربية لولاية تيسمسيلت أقرّت في وقت سابق إجراء اختبارات الفصل الثالث في شكل امتحان موحّد عن كل متوسطات الولاية إيمانا منها بتحضير التلميذ وتهيئته وتعويده على أجواء الامتحان الرسمي المتعلق بشهادة "البيام"، إلا أن هذه الفضيحة، تكون قد أجهضت الفكرة من أساسها. يذكر أن الحركة الاحتجاجية للتلاميذ رافقتها تعزيزات أمنية مشددة رسم صورها انتشار أصحاب البذلة الزرقاء بالقرب من ساحة الغضب تحسبا لأية إنزلاقات.
