رسالة إلى رئيس الجمهورية
الأمين العام للنقابة الوطنية لعمال التربية الجزائر في:20/02/2011
إلى فخامة رئيس الجمهورية
الموضوع: مطالب من صميم انشغالات القاعدة العمالية
تحية واحترام وبعد،
تتشرف النقابة الوطنية لعمال التربية S.N.T.E أن ترفع إليكم هذه المذكرة المطلبية العمالية ،ذات البعد الوطني والإنساني المستمدة من صميم انشغالات القاعدة العمالية والتي ترمي إلى التعجيل بتنظيم حوار حقيقي ثلاثي الإطراف : الحكومة ـ أرباب العمل ـ النقابات.
وهذا بهدف صياغة ميثاق اجتماعي يرفع الحيف الاجتماعي والاقتصادي الذي تعاني منه الطبقة العاملة ،ميثاق يقف على حقيقة الوضع الاجتماعي في الجزائر وما يقتضيه من معالجة حقيقية ،لوضع حد للتوترات الاجتماعية التي يعرفها المجتمع، ويرسم آفاقا جديدة للجزائر ضمانا للاستقرار وتأمينا للمستقبل .
لا نخفيكم فخامة الرئيس قلق الطبقة العاملة عموما وموظفي قطاع التربية خصوصا تجاه الوضع في البلاد ، وطريقة التسيير للملفات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية ، التي تفتقد إلى الرؤية الكفيلة بمواجهة الأزمة ومعالجتها في العمق بمقاربات وطنية جريئة تتجاوز حدود المعالجة الإدارية والتقنية .
فخامة رئيس الجمهورية :
إن وعينا الوطني العميق حملنا على التعامل المسؤول مع طبيعة اللحظة الوطنية ومتغيراتها الدولية والإقليمية بالكثير من التريث والعقلانية المحكومة بالحفاظ على الاستقرار ، فانتظرنا ما يكفي من الزمن لالتقاط الإشارات العمالية . من خلال خطاباتهم المسؤولة في اجتماعات وبيانات مجالسنا النقابية وطنيا و ولائيا وما عبرت عنه من كون البلاد تعيش اختناقات اجتماعية وأوضاع عامة بحاجة إلى المراجعة الكلية ، غير أن هذا الوعي العمالي النقابي المشدود إلى المصلحة العليا للجزائر،لم يجد الآذان الصاغية من طرف الحكومة ، التي تعاملت مع نداءاتنا باللامسؤولية واللامبالاة والانفراد بالتسيير والتدبير خارج هواجس المجتمع ومتطلباته وحاجاته وطموحاته .
إن الحفاظ على التوازن كشرط للاستقرار والبناء المستمر للجزائر الديمقراطية الحديثة يتطلب اعتماد منهجية الإشراك والتشاور والحوار المستمر،إذ لا إصلاح دون إشراك المجتمع ، لذلك فإن النقابة الوطنية لعمال التربية S.N.T.E ومن موقع مسؤولياتها الوطنية التي تسمو فوق كل الحسابات والاعتبارات ذات الطابع الظرفي ،تؤكد لكم فخامة الرئيس :
إن الجزائر في حاجة إلى المزيد من الإصلاح في كافة المجالات والحقول التي تهم الحياة الوطنية
فخامة رئيس الجمهورية :
ماهو مضمون هذه المذكرة ؟
وما هي القضايا التي تطرحها ؟وبأي بعد؟
أهم الأوضاع التي تشكل انشغالا وطنيا وتاريخيا بالنسبة لبلادنا هي :
الوضع الديمقراطي: لنؤكد لكم بأن الجزائر بحاجة قوية وماسة إلى المزيد من الإصلاحات السياسية ، مما يؤسس لبناء دولة المؤسسات الفعلية وإقرار ديمقراطية سليمة وحقيقية كأفق استراتيجي فالديمقراطية هي الإطار الأساسي لمعالجة كل المشاكل التي تعيشها الجزائر ومجابهة كافة التحديات المطروحة على بلادنا وإذا كان الاعتماد على الذات يعد العنصر التاريخي المعول عليه في مواجهة الخصوم ، فإن الأمر يقتضي تقوية الجبهة الداخلية بإقرار الحقوق الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية لعموم المواطنين .
إن الوطنية اليوم مرتبطة ارتباطا عضويا بالديمقراطية كتصور وممارسة، تجعل الجزائر وطنا يتسع لكل أبنائه ويحقق المواطنة الكاملة لهم.
الوضع الاجتماعي : ومن أبرز التحديات المطروحة اليوم في بلادنا هو الوضع الاجتماعي الذي يعرف اختلالات بفعل التفاوت الكبير واتساع دوائر الفقر والبؤس الاجتماعي والبطالة وضعف الأجور والتعويضات والثقل الضريبي وتدني القدرة الشرائية بسبب الغلاء ، وارتفاع تكلفة الخدمات الاجتماعية .إن الحاجة الوطنية تقتضي اليوم من الحكومة، صياغة برنامج عمل لمعالجة هذا الوضع بآفاق ورؤيا شمولية تستحضر حاضر الجزائر ومستقبلها، مما يضمن التماسك المجتمعي وتوازنه كشرط للتقدم والتنمية المنشودة
بالإضافة إلى ذلك تتضمن هذه المذكرة المطالب الاجتماعية والمادية والمهنية للوظيفة العمومية عامة وموظفي قطاع التربية خاصة وتتضمن أيضا الملفات الاجتماعية الإستراتيجية التي نعتبر أن المزيد من الإصلاحات فيها يتخذ طابع الاستعجال ونخص بالذكر :
(الصحة العمومية ـ السكن ـ الإدارة ـ وإعادة النظر في الإصلاحات المطبقة على المنظومة التربوية ـ قانون العمل والتقاعد ـ القانون الأساسي لموظفي القطاع وغيرها .....)
إن النقابة الوطنية لعمال التربية S.N.T.E طالبت في أول جلسة للحوار مع وزارة التربية الوطنية في إطار مناقشة ملفات النظام التعويضي ، طب العمل ، الخدمات الاجتماعية ،سنة 2009 بضرورة تنظيم مفاوضات جماعية تحترم فيها قواعد التفاوض وفق ما هو منصوص عليه في قانون العمل الجزائري والمواثيق الدولية ،ومنذ ذلك التاريخ النقابة الوطنية لعمال التربية تطالب باعتماد هذه المنهجية ، لكن مع كامل الأسف لم تتم الاستجابة لهذه المطالب، وعلى الرغم من ذلك فقد ساهمنا في المنهجية التي اقترحتها الحكومة باعتماد أشغال اللجان المنصبة حينها رغبة منا في إيجاد حلول معقولة للقضايا المطروحة لكن دون جدوى ، بل أكثر من ذلك نلاحظ أن الحكومة تجاهلت المطالب الاجتماعية والمادية للعمال خاصة موظفي قطاع التربية وتجاهلت أيضا الحركة النقابية المستقلة في الجزائر الممثل الحقيقي للعمال ،وتصرفت تصرفات انفرادية لامعقولة وغير مقبولة .
فخامة رئيس الجمهورية :
نناشدكم مجددا:
•بفتح مفاوضات جماعية بخصوص كل القضايا والملفات والمطالب التي تضمنتها المذكرة.
•بمناسبة ذكرى تأميم المحروقات 24 فبراير اتخاذ قرار تاريخي ينسب إليكم لا يقل أهمية وشأنا عن قرار تأميم المحروقات ألا وهو تأميم أموال الخدمات الاجتماعية الخاصة بعمال قطاع التربية وتحريرها من الفساد والهيمنة النقابية الأحادية
وتقبلوا فخامة رئيس الجمهورية فائق التقدير والاحترام
الأمين العام للنقابة الوطنية لعمال التربية
عبد الكريم بوجناح