هدد الطلبة العائدون من مصر المقصيون من الإدماج في الجامعات الجزائرية بالانتحار الجماعي حرقا، بعد أن سدت أمامهم كل الأبواب في ظل غياب مبرر مقنع لإقصائهم بعد أن استوفت ملفاتهم كل الشروط المدرجة من قبل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي.
ربيع سماحي، عصماني ريم صارة وغيرهم ممن يهددون بحرق أنفسهم على مرأى الجميع رفقة ما يقارب 35 طالبا بعد مرور عام وأزيد من ثلاثة أشهر من انتظار التفاتة وزير التعليم العالي والبحث العلمي لتسوية وضعيتهم، بعد أن وعد بالتكفل بكل الراغبين في مغادرة الجامعات المصرية والدخول إلى الجزائر بسبب الأحداث التي أعقبت مباراة كرة القدم التي جرت بين المنتخبين الجزائري والمصري بتاريخ 14 نوفمبر 2009 و18 نوفمبر 2009، ولم يجد هؤلاء بعد أن تخلى عنهم الوزير وتجلى ذلك من خلال تأكيده في إجابة على سؤال شفوي طرحه عليه أحد النواب،
أن ملف الطلبة العائدين من مصر قد تم طيه، فقد جاء قرار إقصائهم متبوعا برفض الندوة الجهوية للغرب البت في الطعون التي تقدمو بها، وهو القرار الذي عصف بمشاريعهم البحثية وحرمهم من مناقشة مذكرات تخرجهم رغم تقديمهم كل شروط الإدماج الموضوعة من طرف الوزارة الوصية التي رفضت بدورها تسوية وضعيتهم بعد أن منحت صلاحيات ذلك لهذه الندوات، وتضمنت الرسالة التي هدد من خلالها الطالب ربيع سماحي البالغ من العمر 31 سنة بالانتحار وكذلك الطالبة ريم عصماني كل الوثائق التي تقدم بها تتمثل في شهادة البكالوريا شعبة العلوم الإنسانية، شهادة الليسانس علوم قانونية وإدارية، كشف النقاط للسنوات الأربع ليسانس، دبلوم الدراسات العليا في القانون، موافقة المجلس العلمي على موضوع وخطة الماجستير، شهادة القيد بقسم ماجستير قانون، إفادة الانتظام، البطاقة القنصلية، جواز السفر، بطاقة الناخب، وهي نفسها التي اشترطتها الوزارة، علاوة على أن ربيه أنجز 85 بالمئة من رسالته التي كان سيشرف على مناقشتها شهر فيفري 2009 ولا يكاد يختلف الوضع كثيرا بالنسبة للطالبة عصماني ريم صارة التي أنجزت 70 بالمائة من رسالتها. ولا يقتصر حديث هؤلاء على أسباب لجوئهم إلى التهديد بحرق أنفسهم بل عن احتيال وزارة التعليم العالي والبحث العلمي عليهم. ولأن العودة إلى مصر غير ممكنة ومناقشة مذكرة التخرج في جامعة جزائرية أمر مستحيل في نظر المسؤولين، فإن الحل الوحيد في نظر هؤلاء هو مقاومة الظلم والاضطهاد عن طريق حرق أنفسهم اقتداء بمحمد البوعزيزي.
2011/01/24
