لسلام عليكم و رحمة الله و بركاته
" الراحـــــــــة في الجنة "
( لقد خلقنا الإنسان في كبد ) .
يقول أحمد بن حنبل ، و قد قيل له : متى الراحة ؟ قال : إذا وضعت قدمك في الجنة ارتحت .
لا راحة قبل الجنة ، هنا في الدنيا ازعاجات و زعازع و فتن و حوادث و مصائب و نكبات ، مرض و همّ و غمّ و حزن و يأس .
طًبعت على كدر و أنت تريدها *** صــــفوا من الأقذاء و الأكدار
يحكي رجل صاحب أمانة أن أمه كانت توقظه في الثلث الأخير ، قال : يا أماه ، أريد الراحة قليلا ، قالت : ما أوقظك إلا لراحتك ، يا بني إذا دخلت الجنة فارتح .
كان مسروق أحد علماء السلف ، ينام ساجدا ، فقال له أصحابه ، لو أرحت نفسك ، قال : راحتها أريد .
إن الذين يتعجلون الراحة بترك الواجب ، إنما يتعجّلون العذاب حقيقة .
إن الراحة في أداء العمل الصالح ، و النفع المتعدى ، و استثمار الوقت فيما يقرّب من الله .
إن الكافر يريد حظّه هنا ، و راحته هنا ، و لذلك يقولون : ( ربنا عجّل لنا قطّنا قبل يوم الحساب ) .
قال بعض المفسرين : أي : نصيبنا من الخير و حظّنا من الرزق قبل يوم اليامة .
( إنّ هؤلاء يحبون العاجلة ) ، و يفكرون في الغد و لا في المستقبل ، و لذلك خسروا اليوم و الغد ، و العمل و النتيجة ، و البداية و النهاية .
و هكذا خلقت الحياة ، خاتمتها الفناء ، فهي شرب مكدّر ، و هي مزاج ملوّن لا تستقرّ على شيء . نعمة و نقمة ، شدّة و رخاء ، غنى و فقر .
يقول أحدهم :
نطــــوف ما نطوف ثم ياوي ** ذوو الأموال ما و العديم
إلى حُفــــــر أسافلهن جوف ** و أعلاهن صـــفّاح مُقيم
هذه هي النهاية :
( ثمّ ردّوا إلى الله مولاهم الحق ألا له الحكم و هو أسرع الحاسبين )
تمّ بحمد الله
دمتم بخير
أخوكم ...
_________________
سأظلّ أذكركم إذا جنّ الدجى * أو أشرقت شمس بليل زماني
سأظل أذكركم إخوة و أحبـة * هم فـي الفؤاد مشاعل الإيـــمان
سأظلّ أذكركم بحجم محبـتي * فمحبتي فيض من الوجــــــــدان
أ