ناشد العديد من أولياء التلاميذ عبر ولايات الوطن، خاصة في المناطق الريفية والنائية، كل من وزارتي التربية الوطنية، النقل، ووزارة الداخلية والجماعات المحلية التدخل من أجل إنقاذ أبنائهم من خطر الاعتداءات والتحرشات التي يتعرضون لها يوميا، بسبب طول التوقيت الدراسي حتى الخامسة والنصف مساء في ظل عدم توفر النقل وانعدام الأمن، ما دفع بأزيد من 70 بالمائة من تلميذات المناطق النائية عبر الوطن إلى مغادرة مقاعد الدراسة خوفا من الاعتداءات والتحرشات والاختطافات·
هذه الوضعية دفعت الكثير من المتمدرسات إلى مغادرة مقاعد الدراسة، 70 بالمائة منهن في المناطق النائية، فيما قررت الكثير من التلميذات التضحية بالساعات الأخيرة حتى يصلن إلى بيوتهن قبل أن يحل الظلام، ما جعل مردودهن العلمي سلبي· إضافة إلى ذلك، أكدت تقارير ولائية لاتحاد جمعيات أولياء التلاميذ أنه يتم تسجيل، أسبوعيا، العشرات من حالات الاعتداءات المختلفة بالقرب من المدرسة، خاصة في الفترة المسائية عند خروج التلاميذ على الساعة الخامسة مساء، خاصة في فصل الشتاء، إضافة إلى ظاهرة الاختطاف التي أصبحت منتشرة بكثرة بالمناطق النائية، حيث أحصت جمعيات أولياء التلاميذ عبر الوطن الآلاف من عمليات الاعتداءات والاختطافات للتلاميذ خلال سنة، وقد دق أولياء التلاميذ ناقوس الخطر الذي يحدق بأبنائهم، مؤكدين أن مدراء المؤسسات التربوية لم يلجأوا إلى هذا التوقيت بمحض إرادتهم، إنما أملته عليهم عطلة يوم السبت، مناشدين في الوقت نفسه وزارة التربية الوطنية التدخل، إضافة إلى وزارة النقل لتوفير حافلات النقل المدرسي التي تكاد تكون منعدمة في كثير من المناطق، كما طالبوا أيضا من وزارة الداخلية والجماعات المحلية التدخل لتوفير الأمن بالقرب من المدارس وفي الطرق المحاذية لها، حيث أكد العديد من الأولياء أنه قد بات لزاما على الأولياء مرافقة بناتهم وأبنائهم أثناء عودتهن لضمان سلامتهم· أما التلميذات اللواتي يسكنّ في القرى والمداشر، فحدث ولا حرج، فهن يغادرن مساكنهن في الظلام ولا يعدن إليها إلا في الظلام، وهو ما يعرّض حياتهن لأخطار خاصة في فصل الشتاء، وهو الوضع الذي تعيشه معظم التلميذات في عدة مناطق عبر الوطن، وقد أكد الأولياء أنه يجب على الوصاية التفكير في فتح داخليات خاصة أيضا بتلاميذ المتوسط والابتدائي، لأنهم الأكثر عرضة للعتداءات نظرا لصغر سنهم وعدم قدرتهم على المقاومة·
