سيدي السعيد يتهم النقابات المستقلة باللعب على عواطف الموظفين
ما الفائدة من زيادة في الأجور يحصدها المضاربون في السوق؟
انتقد الأمين العام للمركزية النقابية، أمس، النقابات المستقلة التي تقود حاليا قاطرة الاحتجاجات في مختلف القطاعات، حيث قال: ''لا يجب تغليط العمال وجرهم في نهاية المطاف إلى الوادي وإلى جهنم، ما دام أن أبواب الحوار مع السلطات العمومية مفتوحة ولم توصد''.
جدد عبد المجيد سيدي السعيد، في الكلمة التي ألقاها، أمس، أثناء إشرافه على أشغال المؤتمر التأسيسي الأول لفيدرالية عمال الموانئ بفندق الموحدين بوهران، تمسك المركزية النقابية بسياسة السلم الاجتماعي أكثـر من أي وقت مضى، حفاظا على استقرار البلاد، مضيفا بأن ''مشاكل الطبقة الشغيلة تحل بالحوار، وليس بالإضرابات والحركات الاحتجاجية المتواصلة التي لا تُعرف عواقبها''.
وخاطب سيدي السعيد المؤتمرين الممثلين لعشرة موانئ، في إشارة للإضرابات التي تشنها مؤخرا مختلف التنظيمات النقابية المستقلة، بأنه لا ''يوجد أسهل من تسخين البندير واللعب على عواطف المستخدمين''. وذكر في هذا الصدد أن الاتحاد العام للعمال الجزائريين ''لا يسير في هذا الاتجاه حفاظا على استقرار البلاد المطلوب للتطور الاقتصادي والاجتماعي''، متسائلا: ''لماذا نذهب إلى جهنم والخير موجود أمامنا ودون أي عناء أو تعب، من منطلق أننا استفدنا من زيادات في إطار قرار رئيس الجمهورية برفع الحد الأدنى للأجور، وسنستفيد قريبا من زيادات أخرى فور الانتهاء من اتفاقيات الفروع؟''.
وطالب الأمين العام للمركزية النقابية بضرورة حماية القدرة الشرائية للعمال، من خلال مكافحة المضاربين الذين يستغلون المستهلكين، وذلك عن طريق فرض آليات رقابة مشددة، لخلق توازن بين الأجور والأسعار، مردفا بالقول: ''ما جدوى أن نناضل من أجل تحقيق زيادات في الرواتب بشكل دوري ليحصدها في آخر المطاف مجموعة المضاربين المتحكمين في السوق، والذين نجحوا في إلهاب كل السلع المعروفة بسعة استهلاكها؟''. كما ناشد سيدي السعيد السلطات العليا غلق الأبواب أمام استيراد المواد الاستهلاكية دون الاكتراث بموقف منظمة التجارة العالمية والاتحاد الأوروبي، ''إذ من غير المعقول تسخير الملايير لاستيراد البطيخ والبرتقال وحتى الطماطم حفاظا على اقتصادنا الوطني''، مضيفا بأنه ''ينبغي أن نتجه في المستقبل إلى زيادات نابعة من تنمية حقيقية، لأن كل الزيادات التي تطرأ حاليا في أجور الموظفين مصدرها مداخيل المحروقات، وهذا أمر مقلق للغاية، لأن أي انخفاض في أسعار البترول في السوق الدولية سيضعنا في مأزق حقيقي''. وقد تحولت تمثيلية عمال الموانئ، أمس، من تنسيقية وطنية إلى فيدرالية ستستغل هذا الإطار القانوني الجديد لتحقيق انشغالات العمال وحل المشاكل العالقة.
