أجمعت نقابات قطاع الصحة على أن دعوات التهدئة التي وجهها وزير التربية بن بوزيد إلى الشركاء الاجتماعيين تعكس مدى تخوف الحكومة من انفجار الوضع، وحرصها على عدم ترك أي فرصة لنقابات مختلف قطاعات الوظيف العمومي في الضغط عليها عن طريق حركة احتجاجية موحدة.
انتقد رئيس النقابة الوطنية للأخصائيين النفسانيين محتوى رسالة ''التهدئة'' التي توجه بها وزير التربية إلى نقابات القطاع من حيث أنها تخفي، حسبه، قلق الحكومة وتخوفها من انفجار الوضع داخل قطاع الوظيف العمومي برمته في حال انضمام مستخدمي هذا القطاع إلى موجة الاحتجاجات التي تجتاح قطاع الصحة منذ أزيد من شهرين، وقلل المتحدث من شأن دعوة ''التعقل'' التي بادر بها بن بوزيد ومن ورائها الحكومة التي لم تكشف عن ''أوراقها'' بدليل أنها لم تحدد آجال صدور نظام التعويضات، وبالتالي فالرسالة المذكورة ''مجرد خطاب زمن وليس خطاب الحقيقة التي ينتظر الأساتذة سماعها''.
بالنسبة للدكتور كداد، فإن دعوة وزير التربية لشركائه الاجتماعيين بالتريث وتأجيل حركتهم الاحتجاجية تعكس وجود مشاكل في هرم الحكومة، مستشهدا بالتناقض الصارخ في طريقة تعامل أعضاء نفس الحكومة مع الإضرابات، وخير مثال على هذا تجاهل وزير الصحة التام للاضطرابات الحاصلة في قطاعه بفعل احتجاجات النقابات التي تجاوزت مدتها الشهرين دون أن يتلقى الأطباء أي دعوة للحوار والتفاوض.
ويتفق رئيس النقابة الوطنية للأطباء الأخصائيين، الدكتور محمد يوسفي، في الرأي مع سابقه، ودعا الوزير بركات إلى الاقتداء بزميله في الحكومة فيما يخص إجراءات التهدئة قائلا ''لو لم تعمد الوصاية إلى الخصم من الأجور واللجوء إلى العدالة ومضايقة المحتجين لوجدت بالتأكيد آذانا صاغية''، وأضاف المتحدث بأن رسالة بن بوزيد لها عدة دلالات أولها أن الحكومة تنتهج أسلوب الكيل بمكيالين مع قطاعات الوظيف العمومي، والصحة ليست في قائمة أولوياتها، وعلى الوزير الأول أن يبرهن العكس للنقابات من خلال إيجاد حلول عاجلة لهذه الأزمة.
وفي تعليقه على رسالة بن بوزيد، حمـّل رئيس النقابة الوطنية للأطباء الممارسين في الصحة العمومية، مرابط الياس، الوزير بركات والحكومة مسؤولية ''تضيّع الوقت ولا تكسبه'' بمثل هذه المبادرات، لأنها عوض أن تركز على عرقلة أية محاولة في توحيد الحركات الاحتجاجية بين عمال قطاعات الوظيف العمومي بإمكانها بكل بساطة، يواصل مستطردا، أن تفتح باب التفاوض على المطالب التي كانت سببا في هذه الاحتجاجات.
