عبد الرحمان شيبان سيرة ومسيرة
يعد الشيخ " عبد الرحمان شيبان " من أعلام الجزائر ، الذين كرسوا حياتهم
لخدمة الإسلام ، و الدفاع عن ثوابت الأمة ، و من آخر المواقف التي سجلها
الراحل ، وقوفه في وجه الأصوات الداعية إلى إلغاء عقوبة الإعدام من القانون
الجزائري ، حيث اعتبر ذلك مساسا صارخا بالشريعة الإسلامية التي أقرتها
مبدأ القصاص .
و شغل الشيخ " عبد الرحمان شيبان " منصب وزير
الشؤون الدينية و الأوقاف ، في الفترة الممتدة ما بين 1980 و 1986 ، و كان
واحدا ممن ساهموا في عودة " جمعية العلماء المسلمين الجزائريين " ، إلى
النشاط بصفة رسمية عام 1991 ، و التي يتولى رئاستها عام 1999 ، إلى أن
وافته المنية .
ولم يحل مرضه الشديد ، وابتعاده عن ممارسة مهامه
على رأس " جمعية العلماء المسلمين الجزائريين " ميدانيا ، دون تسجيل بعض
المواقف مما يدور في الساحة الجزائرية ، حتى وهو طريح الفراش ، سواء من
خلال البيانات التي كان يصدرها ، أو من خلال المقالات التي كان ينشرها عبر
مختلف الصحف الجزائرية .
وكانت وثيقة الإصلاح التي تقدمت بها " جمعية
العلماء المسلمين الجزائريين " ، إلى السلطات الجزائرية ، و التي عرضت من
خلالها نظرتها حول الإصلاحات السياسية الجارية في الجزائر ، آخر ما وقعه
الشيخ " عبد الرحمان شيبان " .
ونوه عدد من خطباء المساجد الجزائرية خلال خطبة
الجمعة ، بخصال الرجل ، و تفانيه في خدمة القضايا الكبرى للأمة ، و البلاء
الحسن الذي أبلاه في الدفاع عن الإسلام و اللغة العربية ، و كذا الجهود
التي بذلها من أجل درء الفتنة بين الجزائريين ، من خلال مساهمته في حقن
الدماء ، و وضع حد للعنف و الإرهاب ، الذي عرفته الجزائر خلال تسعينيات
القرن الماضي .
[مولده ونشأته
ولد الشيخ " عبد الرحمان شيبان " في الثالث و العشرين من شهر فبراير عام
1918 ، ببلدة الشرفة بإقليم " البويرة " شرق العاصمة الجزائر ، و تعلم
القرآن و مبادئ اللغة العربية بمسقط رأسه ، بالزواية السحنونية ، قبل أن
ينتقل في العشرين من عمره ، إلى جامع " الزيتونة " بتونس ، حيث حصل عام
1947 ، على شهادة التحصيل في العلوم ، ليعين بعدها بعام من قبل الشيخ "
البشير الإبراهيمي " رئيس "جمعية العلماء المسلمين الجزائريين " حينذاك ،
أستاذا للبلاغة والعلوم بمعهد الشيخ " عبد الحميد بن باديس " بمدينة
قسنطينة .
و التحق الشيخ الراحل بعد إندلاع الثورة التحريرية
ضد الإستعمار الفرنسي ، بـ" جبهة التحرير الوطني" ، حيث كان عضوا في لجنة
الإعلام .
أما بعد الإستقلال فتقلد عدة مناصب ، لعل أبرزها
منصب وزير الشؤون الدينية و الأوقاف ، لمدة ست سنوات ، في عهد الرئيس
السابق " الشاذلي بن جديد " ، كما انتخب عضوا في المجلس التأسيس فجر
الإستقلال ، و كان مقررا للجنة التربية الوطنية ، و كان أيضا عضوا في
المجلس الإسلامي الأعلى .
كما بذل جهودا معتبرة من الناحية العلمية و
الثقافية ، حيث قام بجمع آثار الشيخ " عبد الحميد بن باديس" ، و كل ما
تعلق بتراث " جمعية العلماء المسلمين الجزائريين " .