الأسس المركزية للعمل النقابي :
1 – العدل : وهو نقيض الظلم و الله تعالى يقول ” وتلك القرى أهلكناهم لما ظلموا و جعلنا لمهلكهم موعدا” الكهف( 59) وقد نقل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : إن الله ينصر الدولة العادلة و إن كانت كافرة و لا ينصر الدولة الظالمة و إن كانت مؤمنة”. و العدل كما هو مقصد هو مسلك في الوقت نفسه فالبحث عن العدل لا يتم إلا بالعدل يقول الله تعالى :” ولا يجرمنكم شنآن قوم على الا تعدلوا اعدلوا هو اقرب للتقوى” المائدة (8 ).وفي الحديث الشريف ما جاء عن النبي صلى الله عليه و سلم : “انصر أخاك ظالما أو مظلوما قالوا :علمنا يارسول الله كيف ننصره مظلوما فكيف ننصره ظالما ؟ قال : أن تمنعه من الظلم فذلك نصره” أخرجه مسلم.
2 – الاعتدال : العمل النقابي المعتدل هو عمل مسؤول لا يلقي التبعات على الآخر و لا يكتفي بالرفض و الاحتجاج بل هو تجمع بين القيام بالواجب و المطالبة بالحق وهذا الأساس يستمد شرعيته من خاصية الوسطية في الإسلام .قال الله تعالى:” وكذلك جعلناكم امة وسطا لتكونوا شهداء على الناس و يكون الرسول عليكم شهيدا” البقرة( 143 ).
3 – التشارك : ونقصد به التشارك منهجا و استراتيجية في النضال النقابي يقوم على أن حسم الخلافات و إيجاد الحلول للمشاكل و تحقيق المصالح يتم في إطار تشاركي بين مختلف أطراف المجال بخلاف الإطار الاحتجاجي الذي يعتمد لغة الصراع.
4 – الوحدة : قال الله تعالى :” واعتصموا بحبل الله جميعا و لا تفرقوا “آل عمران (103 ).فضخامة المهام النضالية و النقابية تفرض تجميع و توحيد جهود أفراد المجال النقابي.
و نشير هنا أن الوحدة المقصودة هي وحدة نضالية أي وحدة الفعل و الممارسة على أرضية أهداف نضالية مشتركة و تبعا لذلك فهي لا تلغي التعدد المذهبي و التنوع الثقافي و السياسي .