وزارة التربية في حالة طوارئ
تشكيل خلية أزمة والاستنجاد بمقاولين لترميم الخراب
جمعية أولياء التلاميذ تطالب بمرافقة الأبناء إلى المدارس
شكلت، أمس، على مستوى وزارة التربية، خلية أزمة لمتابعة تطورات الوضع في القطاع، على خلفية تخريب عدد من المؤسسات التربوية بمختلف ولايات الوطن، بسبب أعمال الشغب المندلعة منذ نهاية الأسبوع الماضي. وعلمت ''الخبر'' أن الوزارة كلفت عدة شركات إنجاز بترميم الهياكل المتضررة وتسليمها في وقت قياسي لا يتعدى اليومين.
حسب مصادر مطلعة من القطاع، فإن الحصيلة التقريبية للمدارس التي طالها الحرق والتخريب تجاوزت 30 مؤسسة في الأطوار الثلاثة، وأن ولايتي برج بوعريريج والجزائر تتصدران القائمة، حيث تعرضت 10 مؤسسات بشرق العاصمة للشغب، وهي خمس ثانويات وثلاث متوسطات وابتدائيتان بكل من درفانة وعين طاية وبرج البحري وبوروبة وشراربة وبراقي والمرسى ودرارية، وبغرب العاصمة تعرضت ثلاث مؤسسات لأعمال الشغب والعنف متمثلة في ثانوية القرية بزرالدة، التي تم تكسير أبوابها وزجاج النوافذ، ونفس الشيء بالنسبة لثانوية تسالة المرجة التي تم قطع الكهرباء عنها وسرقة مجموعة من التجهيزات من الإدارة، وبثانوية سعيد لمية بجسر قسنطينة تمت سرقة الطاولات والكراسي وأجهزة الإعلام الآلي، وفي الوسط تعرضت 5 مؤسسات تربوية للتخريب، ويتعلق الأمر بثلاث ابتدائيات وإكمالية وثانوية سعيد تواتي.
وبولاية البرج تم إضرام النار في مقر مديرية التربية للولاية، وتخريب عدد من المؤسسات التربوية، كما تم حرق أكبر ثانوية بولاية تيارت وهي ثانوية بلهواري محمد، كما أضافت ذات المصادر أن ولاية بومرداس استهدفت فيها أعمال العنف ابتدائيتين بحي 800 مسكن، وفي ميلة قام المحتجون بتخريب ابتدائية ومتوسطة إلى جانب المركز الجامعي لذات الولاية. من جهته، أكد رئيس الاتحاد الوطني لجمعيات أولياء التلاميذ، أحمد خالد، في تصريح لـ''الخبر''، أن الاعتداءات وعمليات التخريب التي طالت المؤسسات التربوية خلال أعمال العنف، ستكون لها انعكاسات سلبية على التحصيل الدراسي للتلاميذ، وطلب من الأولياء مرافقة أبنائهم بدءا من اليوم إلى المدارس، حرصا عليهم من أي مكروه. كما دعاهم إلى التحلي بالفطنة والشجاعة في مخاطبة التلاميذ الذين قد يتورطون في حملة التخريب والحرق. كما ألح على أهمية قيام وزارة التربية والسلطات بتأمين محيط المدارس لحماية التلاميذ من أي اعتداء من الخارج. وقال إن جمعيات أولياء التلاميذ مطالبة هي الأخرى بالتجند والبقاء داخل المدارس إلى غاية عودة الهدوء إلى الشارع.
الجزائر: أمال ياحي
مع الشروع في توقيف المحتجين وجرد الخسائر
الخوف ينتاب سكان غرب العاصمة
لم تختلف الجهة الغربية من العاصمة عن شرقها من حيث آثار مظاهر التخريب والحرق التي طالت مؤسسات خاصة وعمومية، وتسببت كذلك في حرمان السكان من بعض المواد الغذائية بسبب رفض الممونين تزويد المحلات التجارية الواقعة في الأحياء التي شهدت الأحداث.
وأنت تتنقل من الشرافة إلى زرالدة مرورا بعين البنيان في غرب العاصمة، ينتابك شعور بعدم الاطمئنان والخوف.. أغلب المحلات التجارية والمقاهي مقفلة، رغم أن العادة جرت بممارسة النشاط التجاري خلال يوم السبت، وهو يوم عطلة. فأعمال التخريب التي شهدها عدد من الأحياء ألقت بظلالها على السكان.
أول وجهتنا كانت بلدية الشرافة وتحديدا حي كالما، حيث تعرض مقر شركة ''أديداس'' والتي تمثل علامة ''لوكوك سبورتيف'' و''ريبوك'' إلى الحرق والتخريب من قبل محتجين استولوا على كل منتوجات الشركة والتي قدرت قيمتها بـ8 ملايير سنتيم، إلى جانب عتاد الإعلام الآلي. وأكدت لنا مسؤولة الشركة بأن الخسائر قد تتسبب في فقدان مناصب شغل بعد الخراب الذي حل بالمؤسسة. وقد أبدى مسؤولو هذه الشركة انزعاجا من قرار شركة التأمين التي رفضت التعويض عن الخسائر التي لحقت بالمؤسسة، وبررت ذلك بكون الخسائر لحقت كل المؤسسات العمومية والخاصة، وأن شركة التأمين غير معنية بالتعويض.
ثاني وجهتنا كانت بلدية عين البنيان حيث أخبارنا سكان حي الفرنسي والمنظر الجميل بحملة توقيفات شرعت فيها مصالح أمن دائرة الشرافة، مست أشخاصا يشتبه في وقوفهم وراء أحداث الشغب التي عرفتها عين البنيان، قبل أن يطلق سراحهم في آخر النهار بعد التحقيق معهم في أعمال الحرق والتخريب التي شهدتها عين البنيان ومست مركزا بريديا ومؤسسات مالية، إلى جانب قطع الطريق وإضرام النار في العجلات المطاطية. أما في بلدية زرالدة، فكانت مظاهر التخريب، كما وقفنا عليها، أقل بعد الطوق الأمني المكثف الذي فرضته قوات مكافحة الشغب على مقر دائرة زرالدة، بعد محاولات عديدة لحرقه، والنتيجة إصابات محافظ شرطة استدعت حالته نقله إلى مستشفى زرالدة لتلقى العلاج.
الجزائر: كريم كالي
بعد ليلة من المواجهات
إصابة 30 شرطيا في بشار وتخريب عدة مؤسسات
شهدت عاصمة الولاية بشار، ليلة أمس الأول، احتجاجات واضطرابات استمرت إلى غاية ساعة متأخرة، وتوزعت في مختلف الأحياء الشعبية، وتركزت بقوة في كل من الدبدابة وبشار الجديد، في وقت استطاعت مصالح الشرطة بدائرة العبادلة، 90 كلم إلى جنوب بشار، إجهاض محاولات تخريب قام بها شباب لا يتجاوز عددهم 20 شخصا، وقامت بمطاردة مثيري الشغب وحالت دون إحداث خسائر.
وكانت الشرارة الأولى للاحتجاجات قد انطلقت من حي الدبدابة الشعبي، حيث نزل المحتجون إلى الشارع معبرين عن رفضهم للغلاء المفاجئ والمتواصل لأسعار المواد الغذائية الأساسية، وقاموا بقطع الطريق بالحجارة وإضرام النيران في العجلات المطاطية في كل مكان، والتي أتت على وكالة بنكية تم إحراقها كليا، وخربت جميع تجهيزاتها المكتبية من حواسيب ومكاتب وعتاد.
وامتدت الموجة لتصل إلى بشار الجديد مرورا بأحياء المارنيجير، الجنين ضيف، الكاسطور، 400 مسكن، 600 مسكن، الميتيو، الإنارة، غراسة، الرياضي، الفتح، حيث بلغ مجموع ما تم تخريبه وطالته أيادي النهب، مدرستين ابتدائيتين، المركز البريدي، وكالة سونلغاز، المركز الثقافي، وعددا كبيرا من أعمدة الإنارة، 3 أجهزة للسحب الآلي للنقود، مقر ديوان الترقية والتسيير العقاري الذي لحسن الحظ استطاع عناصر الحماية المدنية إنقاذ قسم كبير من محتويات مكاتبه وعتاده.
بشار: ع. موساوي
إصابة 40 شرطيا بجروح بعنابة
تخريب مؤسسات عمومية ومحكمة برحال
تجددت مواجهات الشباب الغاضب مع الشرطة، عبر العديد من أحياء عنابة، مساء أمس، بعد أن تصدت قوات الأمن، الليلة قبل الماضية، للمحتجين وفرقتهم باستعمال الغازات المسيلة للدموع. وتم تسجيل 40 إصابة في صفوف الشرطة وتوقيف حوالي 18 محتجا وتخريب العديد من الممتلكات.
تحولت أحياء ديدوش مراد، 11 ديسمبر 1960 وسيدي ابراهيم، ليلة أول أمس، إلى ساحة للمعارك بين المحتجين، الذين رشقوا عناصر الأمن بالحجارة، مخلفين إصابة 40 شرطيا بجروح، حالة أحدهم خطيرة، في حين تم توقيف عدد من المحتجين. وقد استعملت الغازات المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين، ما تسبب في العديد من حالات الاختناق في صفوف السكان.
ونتج عن تلك المواجهات تخريب شبه كلي للمقر الاجتماعي لمؤسسة الأشغال الكبرى للري بشارع إفريقيا، واقتحام مديرية التجارة بالجسر الأبيض، وتحطيم عدد من الأعمدة الكهربائية والأضواء المنظمة لحركة المرور في عدة مفترقات للطرق، وكذا محاولات هؤلاء المحتجين، وهم شباب أعمارهم تتراوح بين 16 و22 سنة، الاستيلاء على محتويات بعض المحلات التجارية، كما جرى الحال بمركز الأعمال البحر الأبيض المتوسط بوسط المدينة، غير أن أصحاب المحلات تصدوا لهم بالهراوات، بعد أن استعانوا بعدد كبير من أقربائهم.
عنابة: ع. زهيرة
40 جريحا في صفوف الشرطة وتوقيف عشرات المحتجين
تخريب ودمار في بجاية
زاد فتيل الاحتجاجات في بجاية اشتعالا، بعدما أتت أيادي التخريب على العشرات من المقرات العمومية، حيث أحرقت وخربت مقرات البلديات، الدوائر، الأمن، سونلغاز، الضرائب، الجزائرية للمياه، البريد ومحاكم، في كل من سيدي عيش، أقبو، القصر، خراطة. ولم تسلم البنوك ومقرات الضمان الاجتماعي في بجاية وأميزور، في حين ارتفع عدد الجرحى في صفوف الشرطة إلى ما يزيد عن ,40 وقدر الموقوفون بالعشرات، موازاة مع تسجيل أعمال إجرام في العديد من البلديات.
بجاية: ز. لخضاري
إحباط محاولة اقتحام سجن بريكة بباتنة
خلفت المواجهات التي شهدتها مدينة بريكة بباتنة، ليلة السبت، بين مجموعات من الشباب وفرق الشرطة والدرك، عبر مختلف أحياء المدينة، تخريب العديد من المرافق العمومية، تم على إثرها توقيف نحو عشرة أشخاص جلهم من الشباب الذين كانوا بصدد تخريب ونهب العديد من المرافق العمومية، كالفرع البلدي بطريق الجزار والمقر الجديد لمتعامل الهاتف النقال ''جيزي'' الذي تم تخريبه بصورة كلية بعد إضرام النار بداخله. وقد حاولت مجموعات أخرى من المتظاهرين اقتحام السجن الواقع بطريق مفرة، غير أن مصالح الأمن تمكنت من تفريقها باستخدام الغاز المسيل للدموع بعد تحصين الإجراءات الأمنية حول السجن، وكذا العديد من المرافق العمومية من بينها البلدية والمحكمة ومركز البريد.
باتنة: ش. زقادة
11 جريحا و3 موقوفين بغرداية
لجان يقظة للحفاظ على الممتلكات الخاصة
شكل تجار من غرداية لجان يقظة تتكفل بحراسة المحلات التجارية والممتلكات الخاصة في الشوارع الأهم بغرداية. وقامت هذه اللجان بتأمين حراسة الممتلكات الخاصة بالتعاون مع السكان المحليين ومصالح الأمن. وساهم أعيان ورؤساء جمعيات، في أغلب أحياء غرداية وفي متليلي والفرارة، في منع وقوع أعمال تخريب. كما منع بعض العقلاء الشباب من اقتحام مقرات مديريات التجارة والمناجم. ورغم هذا، فقد قضى سكان أحياء المدينة ليلة السبت بيضاء. وعاشت عشرات الأسر في حالة رعب تحت تهديد المطاردات البوليسية في أزقة وشوارع الأحياء الملتهبة. وتواصلت الصدامات ومحاولات غلق الطرق، بين الساعة الثامنة مساء إلى غاية الثانية من صباح أمس، وشهد حي الحاج مسعود أعنف الصدامات على الإطلاق، حيث تسببت في إصابة 5 من رجال الشرطة بجروح و6 إصابات خفيفة في صفوف المواطنين، بالإضافة إلى حالات اختناق بفعل استنشاق الغاز المسيل للدموع.