علوم + رياضيات ، نص فلسفي للسنة الثالثة ثانوي
نص فلسفي:
إن أهمية الفلسفة متأتية من كونها تشد أنفاسها، أو إن شئت يقضتنا الفكرية، لأن هناك قضايا خطيرة في الحياة لا يستطيع العلم أن يعالجها أو يقول فيها كلمته، ولأن الرأي العلمي ليس هو الرأي المناسب لتلك القضايا. ثم لأن الفلسفة تقودنا إلى شيء من التواضع العقلي. إننا بفضل الفلسفة نعرف أن هناك أشياء كانت في الماضي محل يقسن علمي لا يتطرق إليها الشك، ولكن تبين فيما بعد أن ذلك اليقين خطأ فادح. إن اليقين العلمي لا يمكن أن نصل إليه عبر الطرق القصيرة وبالوسائل المبتورة، إن الناس بدؤوا يكتشفون أن عملية فهم العالم ليست سهلة، وهذه العملية هي الرسالة الأولى التي تهدف إليها الفلسفة، وسواء أردنا أن نستعمل العلم أو نستعمل الفلسفة لهذا الفهم فهماك لا مناص لنا نستغرق وقتا طويلا، وأن نتسلح بفكر يبتعد عن روح اليقين الساذج والتصديق المتسرع.
"برتراند رسل"
المطلوب:
أكتب مقالا فلسفيا تعالج فيه مضمون النص.
تحليل النص: "برتراند رسل"
المقدمة:
يسعى الإنسان للكشف عن الحقائق والإجابة عن الجميع وكل الأسئلة التي يثيرها، قد يكون ذلك عن طريق العلم والفلسفة، فهل يستطيع العلم الإجابة عن كل التساؤلات والوصول غلى المعرفة الحقيقية المطلقة؟ ولماذا؟ وهل وصل بمعيار الفلسفة إلى الحقيقة؟
التحليل:
• سعى ويسعى الإنسان كشف حقائق الكون وذاته بالإجابة عن كل الأسئلة المطروحة ولكن هذا السعي يبقى مجرد محاولة لأنه لن يتمكن من الإجابة عن جميعها فمعرفته والحقائق المتوصل إليها نسبية سواء أكانت عملية أو فلسفية. فهو لم يحل بعد مشاكله الميتافيزيقية (الغيب، الموت، الروح) وحتى الأخلاقية.
الحجج:
• - أثبتت الابستومولوجيا حسية المعرفة العكسية ومحدوديتها.
- الرياضيات المعاصرة أكدت عدم يقين المعرفة الرياضية الاقليدية.
- الفلسفة سبيل لفهم العالم والعلم وتطبيقاته.
- التسلح بفكر ناقد بعيد عن اليقين الساذج.
النقد و التقويم
• إذا كانت الفلسفة بمذاهبها واتجاهاتها عجزت عن الإجابة و حل الكثير من قضاياها، وكان العلم رغم جهوده المبذولة غير قادر عن الإجابة عن التساؤلات المطروحة إجابة نهائية وقطعية، فإن الإنسان منذ وجوده وهو يعاني الغربة في هذا الكون لعدم تحكمه في زمام الأمور، ولم يقلص شعوره بالغربة إلا من خلال تلك الحقائق التي توصل إليها حتى و إن بقيت نسبية وهذا ما يؤكده الواقع.
الخاتمة:
تعددت أوجه النشاط الإنساني المعرفي للوصول إلى الحقيقة فكانت مرة علمية و أخرى فلسفية . ومهما كانت الجهود في المجالين فالحقيقة في ثوبها المطلق لم تتحقق بعد فهي لحد الآن نسبية سواء أكانت علمية أو فلسفية.
ملحوظة: بمكن التوسع في التحليل.
