الوفي
| موضوع: الإحساس و الإدراك مقالة جدلية ، تخصص آداب و فلسفة السبت يناير 08, 2011 8:39 pm | |
| [color=red]لإحساس و الإدراك مقالة جدلية ، تخصص آداب و فلسفة[/ color]
هل يتوقف الإدراك على نشاط الذهن أم على بنية الموضوع ؟
طرح الاشكال : يوجدالإنسان وسط عالم من الأشياء يؤثر فيها ويتأثر بها ، و هو بحاجة إلى إدراك حقيقتها، لذلك تناول السؤال مشكلة طبيعة الإدراك التي لا تزال تثير الجدل بين الفلاسفة : فهل يعود الإدراك الى العوامل الذهنية أم العوامل الموضوعيـة ؟ محاولة حل المشكلة : الأطروحةالأولى : يميز العقليون بين الاحساس والادراك ،فالاول عملية سطحية بسيطة يشترك فيها الانسان مع الحيوان . أما الثاني فهو خاصية انسانية تعتمد على المكتسبات القبليةوالقدرات الذهنية كالذاكرة والذكاء والتخيل لذلك يقول العقليون اننا ندرك بذاكرتناويقول ديكارت ( لا نحكم على الأشياء كما نراها بل كما نتصورها) الادلة1- من العوامل الذهنية المدعمة الادراك الذاكرة عندما ندخل قسما و نرىمعادلات في السبورة ندرك أنه درس رياضيات لمعرفتنا السابقة بهذه المادة ،أما الجاهلبهذه المادة يرى ما نرى لكنه لا يدرك ما ندرك . 2- و العقل مزود منذ الفطرةبشروط المعرفة و هي عبارة مبادئ قبلية سابقة عن كل تجربة كمبدأ الهوية و التناقض والثالث المرفوع و السببية و غيرها ، تعمل على تحليل ما يأتينا من العالم الخارجي ،و إدراك حقيقته 3- الحواس لا تدرك الحقيقة و لا تحقق معرفة مجردة التي يحتاجهاالتفكير ، التفكير يقوم على الكليات و هي صور مجردة تدرك بالعقل مثل صورة الإنسان وصورة الحيوان و صورة المعدن... .بينما الحواس لا تدرك الا الجزئيات 4- لا ينبغيأن نثق بالحواس و أحسن دليل على ذلك هو الخداع البصري ، ألا نرى البحر ملتصقبالسماء لما ننظر في الأفق ؟ و البعد الثالث في الصور.؟ ألا تبدو العصا المغموسة في الماء منكسرة؟ألا يبدو القمر صغيرا جدا ؟ ألا يبدو الظل ثابتا... .يقولالفيلسوف الفرنسي رينيه ديكارت R.Descarte ( أنا أدرك بمحض ما في ذهني من قوة الحكمما كنت أحسب أن أراه بعيني)6- دليلالمكعب (يتكون من 12 ضلع و6أوجه ولا نرى منه الا 9 أضلع و3أوجه)+ تجربة شزلندن و ادراك المسافــة ) كلها أمثلة تدعم رأيالعقليين. ويرى كانط أن فكرة الزمان والمكان مستقلة عن التجربة فمصدرها هو العقل.
النقد: عندما نفكر لا نصيب دائما مما يعني أن الفكر غير معصوم منالخطأ ، و الحواس رغم أنها لا تقدم لنا معرفة يقينية أحيانا ، الا أنها تبقى ضروريةمن أجل الاتصال بالعالم الخارجي ، و لو كانت المعرفة فطرية لكانت واحدة عند الجميعلكن الواقع يثبت أنها متفاوتة من فقد حاسة ما فقد معرفة ما . الأطروحة الثانية : الادراك يتوقفعلى بنية الموضوع ، أي على وضوح الصور وانتظام أجزائها ..الخ وهو رأي أصحابالنظرية الغشطالتية ،التي لاتميز بين الاحساس والادراك لأن وظيفتهما واحدة وهي استقبال الصور التي تأتي من العالم الخرجي دون تأويل . الادلة. تركز هذه النظرية على العوامل الموضوعية المتعلقة بالصور ، والأشكال و الخارجية فالموضوع هو من يفرض نفسه على الذات بما يتميز به من خصائص كالوضوح ... و قد وضع علماء النفسالتجريبي أمثال كوهلر، و كوفكاقوانين الإدراك من أهمها: * قانونالانتظام :إن الصور المدركة تتركب من عناصر جزئية انتظمت فيما بينها و شكلت صورةكلية و يكون إدراكنا للكل أسبق من الجزء ، فنحن ندرك صورة الشجرة قبل الأغصان والأوراق ، و صورة الوجه قبل العين و الأنف ، ، و كلما تغير و كلما تغيرالانتظام تغير معه الإدراك الحسي ، فالفرق بين الوجه الحزين و الوجه الفرح هو تغيرفي ملامح الوجه فقط ، و عندما نرتدي لباس أبيضا نظهر أكثر سمنا من ارتدائنا للباسأسود، و في *.قانون البروز: إن الصور التي تكون بارزة أولى بالإدراك من غيرها،. فنحن لا ندرك قطعة من القطن فوق الثلج ، لتشابه اللونين ، و يصعب إدراك الكتابةباللون الأخضر على سبورة خضراء ، * قانون التقارب : إن الأشياء المتجاورة أوالمتقاربة في الزمان و المكان ندركها كصيغ مستقلة ، بخلاف الأشياء المتباعدة * قانون التشابه : إن الأشياء المتشابهة في الحجم و الشكل و اللون نميل الى إدراكهاكصيغ متميزة عن غيرها كذلك الحركةحيث ندرك الجسم المتحرك قبل الساكن....والضوء ضروري أيضا للرؤية و للإدراك
-النقد: لو كان الإدراك يتوقف على العوامل الموضوعية لكان واحدا عند الجميع، لكن الواقع يثبت لنا عكس ذلك ، فإدراك الحطاب للطبيعة ليس كإدراك الفنان لها أوالعالم ، كل واحد يراها من زاوية اختصاصه أو اهتمامه ، فالعوامل الذاتيةلا يمكن تجاهلها.
التركيب: إذا كانت النظرية الأولى ردت الإدراك إلى شروطعقلية محضة و النظرية الثانية ردته إلى شروط موضوعية ثابتة ، فان الإدراك يتوقف فيحقيقة الأمر على العوامل الذهنية و العوامل الموضوعية حل المشكلة:يمكن القول أن الإدراك فعلا عملية معقدةومركبة تتدخل فيها عوامل كثيرة ،منها ما يتعلق بالعقل ومنها ما يتعلق ببنية الموضوعالمدرك وحتى العوامل الطبيعية و الثقافية .
| |
|