منتديات النقابة الوطنية لعمال التربية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


الأمانة الوطنية
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 أطفال اليوم يتباهون بممارسة العنف فعلا ولفظا

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الوفي

الوفي



أطفال اليوم يتباهون بممارسة العنف فعلا ولفظا Empty
مُساهمةموضوع: أطفال اليوم يتباهون بممارسة العنف فعلا ولفظا   أطفال اليوم يتباهون بممارسة العنف فعلا ولفظا Emptyالأحد ديسمبر 26, 2010 6:37 am

تعكس سلوكيات الأطفال في مجتمعنا الجزائري ما صاروا يشاهدونه ويدمنون عليه عبر القنوات الفضائية من أفلام وخاصة الرسوم المتحركة التي يفترض أن تكون وسيلة لتهذيبهم، حيث أصبحت تلعب دورا كبيرا في تغيير تصرفاتهم وتحريضهم على كل أشكال العنف والقسوة وانعدام الأحاسيس، وهو ما صرنا نراه ونسمعه منهم ونستخلصه من مجالات تعاملاتهم سواء في محيطهم العائلي أو وسط أصدقائهم في الشارع والمدرسة التي لا تخلو لا من عبارات تتوعد بالثأر ولا من شجارات جراء سوء التفاهم. تحولت سلوكيات الأطفال، في وقتنا الحالي، إلى نسخة طبق الأصل عما يشاهدونه عبر كبريات القنوات الفضائية التي غرست فيهم روح العنف وساهمت في تحريضهم على استعمال أساليب القتال قصد إبراز بطولاتهم بين أقرانهم، فلم نعد نرى ذلك الطفل البريء الذي يحب متابعة الرسوم المتحركة المليئة بالمشاعر والأحاسيس، حيث يتأثر مباشرة لرؤية المشاهد الحزينة ويتعاطف مع المشاكل التي تواجه الأبطال ويحاول مساعدتهم ويتمنى لو أنه يستطيع أن يمر من خلال تلك الشاشة الرقمية، فتجده يتساءل عما إذا كان بوسعه أن يلتقي بهم، وكان يصل الأمر إلى حد البكاء وذرف الدموع من شدة الحسرة على وفاة تلك الشخصية الأساسية في سلسلة الرسوم المتحركة. كما أن الأطفال، في وقت مضى، لم يكن يردعهم أي عائق ولا مجال ولو لسبب ما ليضيعوا ولو حلقة واحدة منه، حيث يحرصون على متابعته من الحلقة الاولى وحتى النهاية. وهنا كان الأمر يزداد تعقيدا، فكلما وصلت الحلقة الأخيرة لا يتقبلون ذلك بسهولة ويحزنون ويتأسفون لأنهم لن يشاهدوه مجددا ولن يعاودوا الالتقاء لا بتلك الحسناء الجميلة ولا بذلك الفارس الوسيم ولاسيما أنهم رافقوهم طيلة فترة من الزمن جعلتهم يتمسكون بالأبطال ويستمدون منهم تلك الخصال الحميدة ومظاهر التآزر التي كانت تطبع تعاملاتهم مع بقية الشخصيات الأخرى من السلسة، سواء بالنسبة للإناث اللواتي يسعين لتقليد تلك البطلة الجميلة والتحدث بنفس طريقة كلامها، مع الحرص على أن تكون مهذبة ومطيعة لوالديها، وحتى الولد يتعلم من بطله المفضل كيفية الاعتماد على نفسه ومساعدة والده في عمله. ولكننا في المقابل نجد أن مجموعة من الأفكار السلبية قد غزت عقول الأطفال وسيطرت على كل مظاهر الطفولة فيهم وحولتهم إلى حقل تزرع فيه بذور الصراع وحب التغلب على الغير بكل الطرق الممكنة، وإذا ما حاولنا معرفة الأسباب الجوهرية الكامنة خلف ظهور هذه السلوكات العدوانية عند الأطفال فدون أي تردد وبحكم تتبعنا لما يشاهدونه عبر شاشات التلفزيون التي تغريهم بألوانها المتلألئة، نجدهم يجيدون التركيز مع كل ما تصوره من مظاهر العنف والشجار بين الأصدقاء عن طريق استعمال اللكمات والوسائل الخطيرة وخاصة ما يتعلق منها بالأسلحة الخطيرة التي تسبب القتل. فالكثير من الأطفال أصبحوا يفضلون فقط مشاهدة الرسوم المتحركة التي تحتوي على الضجيج وحروب الدمار، حيث يشجعهم ذلك على تخيل أنفسهم أبطالا وتطبيق ما يرونه على أرض الواقع لدرجة أنهم يتأثرون بدرجة كبيرة بها لحد اقتناء الألعاب المماثلة وبنفس الأحجام والمواصفات التي استعملتها تلك الشخصيات الكرتونية كالسيوف، المسدسات، الرشاشات والسكاكين البلاستيكية، وهو ما يعني أن هذه الأنواع من الرسوم المتحركة تساهم وبشكل كبير في تكوين ثقافة الحرب والصراع والرغبة الجامحة في الفوز لديهم، ومهما كان الثمن. الدراغون بول زاد.. ناروتو وأبطال الديجيتال تقضي على سالي.. هايدي وسينان برزت، في الآونة الأخيرة، مجموعة من الرسومات المتحركة التي تعرض عبر مختلف القنوات سواء أكانت عربية أو أجنبية، حيث تركز معظم مضامينها على القوة وهي تحرض وبطريقة مباشرة على انتهاج سلوكيات عدائية تلعب دورا أساسيا في تسميم أفكار الأطفال الصغار، بالتالي فهي تجعلهم أكثر قابلية وجاهزية لاستهلاك تلك الرسائل الموجهة أساسا لترسيخ مبادئ الطيش والتصرفات غير الأخلاقية، فإذا ما قمنا بمقارنة بسيطة بين نوعية الرسوم المتحركة التي رافقتنا في مشوارنا الطفولي والتي كانت تنمي قدراتنا المعرفية واللغوية، والتي استمتعنا كثيرا بأغانيها الجميلة وبأبطالها الذي كونوا لنا مواقف إيجابية ساهمت في تدعيم أصول تربيتنا وأكسبتنا سلوكات مهذبة، نجد أن جميع من يفوقوننا سنا كالأولياء مثلا يبدون تأسفهم الشديد لرداءة الأفلام الكرتونية التي توجه للأطفال في هذه الأيام ويحنون لزمانهم وأوقات الصبى. فأين هي سالي، ساندي بال، سندريلا، البؤساء وغيرها من الرسومات المتحركة الرائعة التي كان لها وقع كبير على نفسيتهم. فعلى الرغم من مرور الزمن إلا أنهم لايزالون يتذكرونها. كما يلعب التطور الحاصل في كل المجالات دوره في غرس مخالب التغييرات السوسيوثقافية عند هؤلاء البراعم، وإذا ما سألت أي طفل لا يتجاوز سنه 13 سنة عن بطله المفضل فسيجيبك فورا بأنه إما القناص أو ناروتو أو باسم بطل من أبطال الديجيمون والدراغون بول وغيرها من الشخصيات المجسدة للقوة والعنف والتحدي تحت قناع الرسوم المتحركة وباسم برامج مخصصة للبراءة. أسلحة الأبطال تستهوي الأطفال من المشاهد التي صرنا نراها كل يوم هي الترويج لمختلف وسائل تجسيد العنف على أرض الواقع، ولو كان ذلك من باب المزحة أو التسلية، فما أضحى يميز تصرفات هذا الجيل الصاعد الذي يبحث دائما عن التجديد ويسعى لمواكبة آخر التطورات لاسيما فيما يتعلق بطرق التفكير منها هو ذلك الإقبال منقطع النظير من طرف الأطفال الصغار على شراء ما يعجبهم من الألعاب وأدوات الدفاع عن النفس من سيوف، مسدسات ورشاشات كبيرة الحجم والتي تعطي الانطباع بأنها حقيقية. فبحكم إدمانهم على مشاهدة الأفلام الكرتونية التي تصور كيفيات استعراض العضلات وإبراز نقاط القوة وبالإضافة إلى توفر الأسواق الجزائرية على عدة أنواع من الألعاب التي تبتعد تماما عن مقاييس السلم وتحمل خطورة ولا تحترم خصوصية تلك البراءة التي تتطلب عناية كبيرة ولاسيما في تلك المرحلة من العمر، حيث ترتفع معدلات مشاهدتهم للتلفاز ويزداد ارتباطهم بها، ولأن الرسوم المتحركة تعتبر البرامج المفضلة لديهم ويخصصون لها حيزا معتبرا من الزمن ويميلون لمتابعتها باستمرار ودون انقطاع، فقد تولد لديهم ذلك الشعور القوي والانجذاب الشديد لتلك الألوان الجميلة التي تسر النظر، وعن طريق تكرار عمليات المشاهدة ينشأ لديهم الميل نحوتقليد كل ما يرونه ويسمعونه من طرف أبطالهم المفضلين ويصبح لديهم هاجس يدفعهم للقيام بكل ما كانت تقوم به تلك الشخصية الأساسية في تلك السلسلة. فكلما خرج صبي أو فتاة إلى الشارع إلا واستوقف والدته وطلب منها أن تشتري له ذلك السلاح الذي كان يستعمله ذلك البطل الخارق وكان في كل مرة يتغلب على أعدائه. وبناء على ذلك تتكون مجموعة من الأفكار في نفسية الطفل وتسيطر عليه لدرجة أنه في الكثير من المرات ينصهر فيها وينسى شخصيته الحقيقية، وهو ما يقوده إلى استعمال تلك الأسلحة أثناء لعبه مع أصدقائه وإخوته ويصبح همجيا وسريع الانفعال ويسبب مشاكل لأوليائه تجعلهم يعاقبونه إما بالضرب أو بحرمانه من ألعابه المفضلة، حيث تشد مشاهد العنف الأطفال في سنين مبكرة من عمرهم لمشاهدتها وتجذبهم لمتابعتها لأنها تسرهم وترعبهم في نفس الوقت، وتبعث في نفسهم شعوراً بالذنب لأن الشخصية الخيالية التي تظهر في الرسوم المتحركة خاصة في الأفلام العنيفة، تقوم بالنيابة عن الطفل في مرحلة من لا وعيه بكل ما هو ممنوع عليه أو مستحيل. وقد أظهرت الدراسات النفسية في هذا المجال أن الأطفال بين عمر السنتين إلى الثلاثة قادرون على التقاط انفعالات الشخصية التي تظهر في برامج الأطفال، بينما الأطفال بين الثالثة والخامسة يدركون مفهوم الزمان والمكان بما يمكنهم من تحليل المشاهد التي يرونها، في حين يتمكن الآخرون بين الخامسة والسادسة من التقاط عدوى العنف من الشاشة. أما الأولاد من سن السابعة وحتى الثانية عشرة فيعاني بعضهم من مشكلات عائلية أو مدرسية نتيجة مشاهدة أفلام العنف وذلك لتنفيس احتقانهم الناتج عن الانفعالات المكبوتة. أما الأولاد في عمر ما قبل المراهقة فيعشقون مشاهد الأفلام المثيرة لأنهم في سن التغيرات الهرمونية وهنا تثير لديهم مشاهد العنف الجنسي شعوراً بالخوف والقرف. ومن هنا يمكن القول إن الرسوم المتحركة تبقى ضرورية في حياة الطفل، فهي تساعده على تكوين شخصيته وتساهم في إثراء مستواه العلمي والثقافي من خلال أساليب الخطاب واللغة المستعملة في التحاور فيما بين الشخصيات، وهو ما يكسبه مرونة وفصاحة في التعبير عن أفكاره بكل سهولة. لكن في المقابل لابد من تدخل الأولياء من أجل مراقبة نوعية البرامج الكرتونية المناسبة لهم وخاصة التي تخلو من مظاهر العنف والعدوانية.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
أطفال اليوم يتباهون بممارسة العنف فعلا ولفظا
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات النقابة الوطنية لعمال التربية :: الــــمــكــــــــــتـــــبـــة-
انتقل الى: