وزراء تربية سابقون يؤكدون: لن تنفع أية إصلاحات إذا استمر الصراع حول المنظومة التربوية
أجمع، أمس، العديد من المختصين في قطاع التربية بالجزائر على أن الإصلاحات التي شرعت فيها الحكومة والوزارة الوصية لا يمكنها أن تنجح أو أن تطور المدرسة الجزائرية، ما دامت هذه الإصلاحات تعرف تنازعا وصراعا، مؤكدين أن المدرسة عرفت منذ بداية الاستقلال وإلى غاية الآن إصلاحات متتابعة وفئات متصارعة ونتائج جد متواضعة·
وأوضح وزير التربية السابق علي بن محمد، خلال مداخلة في اللقاء الذي نظمته جريدة ''الشروق اليومي'' بعنوان ''المدرسة من أين وإلى أين؟''، أن معظم الإصلاحات التي عرفتها المنظومة التربوية بالجزائر جاءت في ظروف مشحونة، تميزها صراعات بين عدة أطراف واتجاهات، خاصة فيما تعلق بموضوع تعريب المدرسة وازدواجية اللغة، مشيرا إلى أنه ورغم مرور وقت طويل على الاستقلال، إلا أن هذا المشكل لا زال إلى حد الآن موجودا ومطروحا بشدة، بين عدة أطراف، مضيفا أن الإصلاحات الموجودة في الوقت الراهن لا يمكن أن تنجح وأن تكون لها نتائج إيجابية طالما أنها مرتبطة بالتصادم بين الاتجاهات والأطراف·
في هذا الإطار عرض علي بن محمد تجربة وزارة التربية الوطنية في سنوات السبعينيات في إصلاح المنظومة التربوية والتي أثبت فشلها نتيجة الخلاف والصراع الذي كان موجودا -آنذاك- بين أعضاء اللجنة المركزية·
من جانبه، أكد وزير التربية السابق محمد الشريف خروبي أن الإصلاحات التي شرعت فيها اللجنة المركزية بداية السبعينيات لم تتم، وهذا ما أثر على نتائج تلك الإصلاحات، مؤكدا أن الصراعات التي كانت توجد بين أعضاء اللجنة، أدت إلى الفشل، وبالتالي أثرت على المنظومة التربوية إلى غاية اليوم·
أما الأمين العام السابق لحزب جبهة التحرير الوطني عبد الحميد مهري، فأوضح أن الإصلاحات التي عرفتها المنظومة التربوية عبارة عن إصلاحات جزئية ومتقطعة، لا يمكن أن تندرج ضمن منظور شامل ولا ضمن منظومة تربوية شاملة، وبالتالي هذه الإصلاحات المتقطعة أثرت على المنظومة التربوية الحالية وكانت نتائجها ضعيفة·